العدد الثامن .. شهر آب .. عام ٢٠٢٣ …حول التسامح الديني في الاديان الابراهيمية *
يعرف التسامح الديني على أنّه محبة الناس جميعاً، وقبولهم دون الالتفات لدينهم، يقوم التسامح الديني على أساس تقبل الآخر واحترام معتقداته بعدم إجباره على الدخول إلى دينه أو السخرية منه وإعطائه الأمان.
و عن الاديان الابراهيمية ، الاسلام والمسيحية و اليهودية فهي جميعها تحوي في متنها و نصوصها ما يحث عفى التسامح و قبول الاخر و ان تغلب على بعض معتنقي هذه الديانات بالتاريخ ، لاسباب سياسية و لاغراض لها علاقة بالهيمنة عكس ذلك،
التسامح الديني في الاسلام ، يمكن تحديده بسهولة في اعترافه بوجود جماعات دينية مختلفة عنه ، فهو يعترف بشرعيتهم استناداً على قوله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ) [البقرة: 256]، كما يضمن الإسلام حرية ممارسة الشعائر الدينية لمعتنقين الديانات الأخرى، فحث على أن تقوم العلاقات بين المسلمين وغيرهم على أساس الإحسان، وذلك استناداً على قوله تعالى: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة: 8]، كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام دائماً ما يعلم المسلمين خلق التسامح الديني.
ولعلّ أجمل ما قيل عن التسامح الديني في الأدبيات الاسلامية ، قول محيي الدين بن عربي: لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يـكن دينـي إلى دينه دانـــي ، وقد صار قلبي قابلا كلّ صورة ، فمرعى لغزلان ودير لرهبـــان وبيتٌ لأوثان وكعبةُ طـــائــفٍ وألـواح توراة ومصــحفُ قـرآن، أُدين بدين الحُبّ أنَّــى توجَّهَتْ رِكاَبُه فالحبُّ دينـي وإيمانـــــي.
اما الدين المسيحي فيزخر بمبادئ التسامح بأنواعه التي تكاد لا تغيب عن نصوصه المقدسة ، ومن دلالات التسامح في الإنجيل: (كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ)، لقد نادت المسيحية بنشر المحبة والسلام، ومنع الظلم، والصفح عن الظالم وطلب المغفرة له.
أما في الديانة اليهودية فقد أوصت بالتسامح و حثت على ممارسته بوصفه صنوا للايمان اليهودي ، ومن اوضح هذه الوصايا: (اغتسلوا وتطهّروا وأزيلوا شرَّ أفكاركم، وكفّوا عن الإساءة، وتعلّموا الإحسان والتمسوا الإنصاف).
* تستخدم هيئة تحرير صحيفة تسامح الالكترونية مصطلح الديانات الابراهيمية و ليس الديانات السماوية لان الاول لا يحتكر انتماءه للسماء وحده و لا يدعي انه فقط يمثل الاديان الحقة .
هيئة تحرير صحيفة تسامح الالكترونية