العدد الثامن .. شهر آب .. عام ٢٠٢٣ …في التسامح و التعايش السلمي
فيعيش الانسان في واقع تاريخي يعج بالصراعات ، تملؤه التعارضات و الاستقطابات ، و واقع الانسان مهدد بمزيد من الحروب و الدمار و يبدو حالنا الانساني في امس الحاجة الى الابتعاد عن احتكار الابعاد المادية و صراعات المصالح لمسارات حياة البشر ون و بدو الالتصاق بسقوف الاخلاق و مساحات القيمة التي يحتاجها البشر و اللجوء تاليا الى العقل والحكمة وحديث العاطفة الصادقة واللمسة النبيلة. ما يحتاجه الوجود الانساني حتى يستطيع ان يتقدم و يمضي دون حروب و جروح و تشققات وجودية مؤلمة ، التسامح ، فهو من الصفات النبيلة التي تعزز الترابط بين أفراد المجتمع، وتساعد على نشر المحبة بين الناس ينعكس أثره على حياة الفرد والمجتمع ويبرز من خلاله العديد من الدلالات، التي تلامس قلوب البشر، فينغرس فيها الاحترام والمودة. التسامح يحمل في طياته اللين والرفق، وهو الوسيلة الناجحة التي تيسّر قيام السلام، وتسهم في إحلال ثقافة السلام في المجتمع، وينتج قيمة أخلاقية أساسية في التعايش السلمى مع الاحترام المتبادل. التسامح يخلق فكرة السلام ونشر الأمن في ضمير الفرد، ثم إلى محيط حوسه يصل الجماعة المحلية ومن ثم الانسانية ، في الميدان الدولى للشعوب والأمم، وهو سفير في عملية السلام وفى توفير الاستقرار والأمن، وفى تعزيز كل قيم المساواة وجهود السلام، الذي يسوق العالم إلى التقدم ويتيح فرصة التطور والازدهار للجميع. التسامح يساعد على تحقيق السلام الاجتماعى، والتعايش السلمى يصون المجتمع لتحقيق الحياة الآمنة السعيدة. والتعايش السلمى يمثل أساس السلم الاجتماعى لأى مجتمع بهدف إبعاده عن النزاعات والصراعات، والسير بخطى ثابتة نحو التنمية المستدامة. فالتسامح ضرورة الوقت بين الأفراد والجماعات والأديان و الدول ، وعلى صعيد الأسرة الدولية والمجتمع الدولى. و على هذا لا بد ان نغرس في اجيال البشر كلها ضرورة التسامح مع الاخر ، مع المختلف اي يكن اختلافه جذريا و موجعا . ومن اجل ذلك يجب ان ينفتح الانسان على التعرف إلى ثقافات الدول المختلفة، من خلال كل الادوات المتاحة ، و قد وفرت الشبكة المعلوماتية ببضع نقرات على الشاشات الذكية ولوحات المفاتيح ذلك ، ولا مراء في أن ضرورة التقارب بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات تزداد يومًا بعد يوم بعد ثورة المعلومات والاتصالات والثورة التكنولوجية، التي أزالت الحواجز الزمانية والمكانية بين الأمم والشعوب، حتى أصبح الجميع يعيشون في قرية كونية كبيرة.
هيئة تحرير صحيفة تسامح الالكترونية