افتتاحية العدد الثاني ..شهر شباط عام ٢٠٢٣..التسامح في اوربا كيف نعززه ؟
يحضر التسامح بوصفه سؤالا دائما و ملحا ، نحتاج وجوده طالما كان علينا أن نعيش في مجتمعات معا ، و طالما كان الاختلاف وفقا لكل الابعاد و الحوامل هو السمة التي تميزنا نحن البشر .
نقدم في افتتاحية العدد الثاني من مجلة تسامح الالكترونية لسؤال لم يفقد راهنيته رغم مرور ما يقرب من احد عشر عاما على مناسبته ، فباتريسيا من مدينة ليون الفرنسية تسأل:
“الثورات المتواصلة في الدول العربية تبين تعطشا للديمقراطية، لكن الاوروبيين يشعرون بالقلق ازاء تدفق المهاجرين من دول عديدة. كما نلاحظ ارتفاعا في أعمال العنف في المدن . سؤالي هو : هل يمكننا أن نعيش، في سلام وتسامح؟”
ليجيب موشي كانتور رئيس المجلس الأوروبي للتسامح و المصالحة في ذلك الحين
لا يمكننا العيش مع بعض دون تسامح، فهو سمة اساسية لفهم بعضنا البعض .
أفضل مثال للتسامح والمصالحة في العالم وليس في اوروبا فحسب هو الاتحاد الأوروبي
سبع وعشرون دولة مختلفة تماما، خاصة في اوروبا الوسطى و اوروبا الغربية لكنها متحدة.
حاليا الإتحاد الأوروبي هو اتحاد اقتصادي، لكنه يتقدم بخطى ثابتة نحو قيم سياسية موحدة.
اليوم أوروبا هي قارة الأجانب، لا نستطيع العيش دون أجانب لأنهم جزء من القوى العاملة لدينا…
وبطبيعة الحال… علينا أن نسن القوانين المتعلقة بكيفية قبول الأجانب، وجعلهم يشعرون بالراحة في البلدان التي يهاجرون اليها. لهذا من المهم الآن تحويل هذه النوايا الحسنة الى واقع ملموس عبر التشريعات.
أفضل طريقة للقيام بشيء عملي هو إنشاء مركز للتعليم والبحوث يمكن أن نطلق عليه اسم جامعة الأمن العالمي وضمان التسامح.
نعم التسامح ضرورة يجب أن نسعى معا نحن في منظمة تولارانس و كل المؤسسات المعنية والمهتمة في المجتمعات الأوربية الى نشرها و تكريسها و تعميقها ، في وعي العرب و المسلمين الذين يسكنون الاتحاد الاوربي اولا و لدى ابناء الاتحاد الاوربي الذين شكلوا مجتمعات مضيفة ،استقبلتنا و تفاعلت معنا . ثانيا .
فلنعمل معا من أجل مجتمع اوربي متسامح و منفتح على نفسه و تنوعه ،فالتسامح ليس خيارا فحسب بل هو ضرورة حتمية كي نعيش معا و نتحقق معا .
هيئة تحرير مجلة تسامح الالكترونية .