افتتاحية العدد

افتتاحية العدد الثالث ..شهر آذار عام ٢٠٢٣..مساواة و تمكين المرأة و التسامح أية علاقة ؟

من الجلي تماما وجود تناسب طردي بين انتشار قيمة التسامح في مجتمع ما و بين تمكين المراة و صون حقوقها و حضورها فيه . و العكس بالعكس ، فالمجتمعات التي تسيطر على ثقافتها القيم الذكورية ، تفتقد للتسامح في جل المستويات و السياقات المتعلقة به . حتى يمكن القول دون حذر أن العلاقة بين هذين القيمتين علاقة متلازمة . الامر الذي يحيلنا الى النظر في وجود علاقة بين فعالية المراة في موضوع تعزيز قيم التسامح من جهة و بين تأثير تكريس قيم التسامح على الاقرار بدور المراة و مكانتها و مساواتها مع الرجل من جهة أخرى .

فهل للمرأة دور في تعزيز التسامح و كيف يمكن رصده ؟

ندعي نحن هيئة تحرير مجلة تسامح الالكترونية ان المرأة بوصفها نوعا اجتماعيا تلقى التمييز و العسف و محاولة الاقتلاع الذكوري لوجودها الفاعل في صياغة و ادارة شؤونها و امتلاكها لمصيرها امتلكت حساسية متراكمة و نوعية إزاء قضايا القمع و التهميش التي تنشأ جراء غياب قيمة التسامح وبسبب عدم الاعتراف بالاخر و امتناع التعايش معه ، بما جعلها بالمعنى الموضوعي ،أكثر تأثرا بشيوع ثقافة التعصب و أكثر اصاله في ادراكها لاهمية التعايش مع مختلفين .

ولذلك أكدت الامم المتحدة في العديد من القرارات التي اصدرها مجلس الامن التابع لها على ضرورة الاقرار بالفهم المختلف للمرأة وخبراتها وإمكانياتها ودمج كل ذلك في جميع جوانب عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ليس فقط بسبب أن نزاعات التي تنطوي على عنف تلقي بتأثيرها غير المتكافئ على السيدات والفتيات، وتضاعف من حدة عدم المساواة والتمييز بين الجنسين القائمة مسبقًا. بل لأنها عامل فاعل أيضًا في إحلال السلام في النزاعات المسلحة، و لأن ممارستها لدورها كلاعبة أساسية ووكيلة للتغيير وإحلال السلام أمر جوهري لنجاح جهودالامم المتحدة و المجتمع الدولي في حفظ السلام. و قد بلغ عدد القرارات التي تبنتها الامم المتحدة بهذا الخصوص ثمانية هي 1820 ,  1888 ,  1889 ,  1960 ,  2106 ,  2122 ,  2242، 2467  .

و هكذا يقتضي تعزيز التسامح و التعايش السلمي وتكريس و بناء السلام في اي مجتمع اتخاذ كافة الاجراءات ،و اللجوء الى كافة الوسائل لتمكين المراة و تحقيق مساواتها التامة مع الرجل . فالتسامح امرأة ، في اهم وجوده و مستدعياته و فاعلياته .

كل عام و المراة في جميع انحاء العالم بألف خير .

هيئة تحرير مجلة تسامح الالكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wpChatIcon
translate