جندر

العدد الأول ..شهر كانون الثاني عام ٢٠٢٣… ما الجندر ؟

الجندر هو بنية إجتماعية من الأفكار التي تعرف الأدوار و نظم الإعتقاد و المواقف و الصور و القيم و التوقعات للرجل و المرأة. و هي تسهم بشكل كبير بعلاقات القوة ، ليس فقط بين الرجل و المرأة، لكن أيضاً بين المجموعات، و هذا ينتج الكثير من المشاكل الإجتماعية. الثقافات المختلفة لديها أفكار مختلفة حول الجندر، حول ما هو المناسب للرجل و للمرأة القيام به و ما يجب أن يكون عليه. لا يختلف الجندر من ثقافة لثقافة فقط بل أيضاً يمكن أن يتغير مع الوقت أو من الممكن أن يتغير في ثقافة ما خلال وضع أزمة. 

ما هو الفرق بين الجندر و الجنس؟

الجنس يشير إلى الإختلافات البيولوجية الطبيعية بين الرجل و المرأة. الكثير من هذه الإختلافات واضحة و ثابتة، حتى في وجود بعض الإختلافات البيولوجية عبر الطيف. بينما الجندر هو مبني على أساس المثل الثقافية و النظم الإعتقادية والصور و التوقعات حول الرجولة و الأنوثة في مجتمع معين. 

كيف يرتبط الجندر بالسلطة و العدالة؟

ينظر في الكثير من الثقافات لخبرات الرجال و مفاهيمهم على أنها الأمر الطبيعي. و يؤخذ السلوك الرجولي الغيري جنسياً على أنه السلوك القياسي. ينظر إلى ممارسة القوة، خصوصاً علناً، على أنها سلوك رجولي. يفترض في معظم الثقافات أن الرجل هو قائد الأسرة و المجتمع بينما ينظر للمرأة على أنها التابعة و الداعمة. من الممكن أن يعني هذا الإفتراض أنه ليس للنساء و الفتيات الكثير ليقلنه في قرارات تمس حياتهن. و من الممكن أن يعني هذا أيضاً أن الرجال الذين لا يتبعون الأدوار التقليدية يواجهون انتقادات علنية. لكن و لأن الجندر هو فكرة مبنية إجتماعياً فإنه من الممكن تحديها و تغيير المفاهيم القمعية حول أدوار الذكور و الإناث. و هذا هو ما نسميه عدالة الجندر. 

كيف يؤثر الجندر على كل منا؟

يبدأ تأثرنا بالمفاهيم الإجتماعية حول الجندر من اللحظة التي نولد فيها. فقد حقنت الرجولة في عقلية الأولاد بطرق مختلفة. فهناك ضغوط إجتماعية عليهم لإنكار مشاعرهم و التصرف بقوة جسدية و إثبات جدارتهم عن طريق السيطرة أو المنافسة مع الأخرين. و قد ينظر إلى السيطرة أو السلطة على الأخرين و العنف على أنها علامات من علامات الرجولة. تقوض هذه التنشئة الإجتماعية الكرامة لأي شخص. يعامل الأولاد و الرجال عادة بوحشية لإعدادهم للخدمة العسكرية. فالحرب بحد ذاتها هي عنف مبني على الجندر و هي ضد الرجال، فالرجال و الأولاد يجبروا على القتال و القتل. على الجانب الآخر فإنه من ناحية إجتماعية يكون على الفتيات عادة إنكار ثقافتهن و أن يكن مستمعات جيدات و مهذبات و مطيعات و كما انه عليهن إثبات جدارتهن عن طريق وضع إحتياجات الآخرين أولاً. قد ينظر للسلبية و قبول الظلم على أنهما من علامات الأنوثة. تقوض تنشئة إجتماعية كهذه كرامة الإنسان و تعزز من خلق الضحايا. استعمل مفهوم حماية النساء و الفتيات في الدعاية والتحريض و تبرير الحروب. الحرب بحد ذاتها هي عنف مبني على الجندر ضد النساء حيث إستعمل العنف الجنسي كسلاح حرب. 

لماذا يعتبر مفهوم الجندر مهم في عملنا؟

يفترض أولئك الذين يعملون من أجل التغيير الإجتماعي عادة أنهم خالون من الإفتراضات و التوقعات الداخلية حول الجندر و لذلك فهم ليسوا بحاجة للتعلم و تغيير أنفسهم. إن خلق الوعي و تغيير أنفسنا و الديناميكيات ضمن منظماتنا حول قضايا الجندر هو تحول مهم على الصعيد الشخصي و التنظيمي و هو في حد ذاته فعل لتفكيك العنف البنيوي في المجتمع. من الصعب العمل على قضايا الجندر لإنها حول كل منا و لا نستطيع تجاهلها. لأننا جمعياً متأثرين بها، و لذلك فإننا نواجه مخاوف عندما يتم طرح الموضوع للتعامل معه. لا نعرف كيف نتعامل معه أو لا نريد أن نقوم بذلك، و نحن خائفون من مزيد من الصراع و الإنقسام. من السهل عادةً القول إنه ليس من أولوياتنا القيام بهذا الآن. و لكن من المهم أن نحاول أن نستقي التشجيع من أمثلة حول مجموعات و حركات قامت بالتعامل مع الموضوع و اين بدأت هذه الحركات بإثارة الأسئلة المتعلقة بالجندر. 

اعداد هيئة تحرير مجلة تسامح الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wpChatIcon
translate