افتتاحية العدد الخامس …في ضرورة مأسسة العمل من أجل التسامح
العمل من اجل استدعاء و ترسيخ قيمة التسامح فيما بين المجتمعات العربية الاسلامية وفيما بين جالياتها و بين المجتمعات و الثقافات الاخرى حيثما توجد من وجهة نظرنا يتطلب توفير جهود ممنهجة و اطلاق بر امج و انظمة متكاملة ، تربوية و تعليمية ، ترفدها و تضبطها مؤسسات بحثية متخصصة في علوم الانسان و المجتمع ، توجهها و تشرعنها قوانين و سياسات لا ان تكون الجهود من اجل هذه القيمة موسمية ، متقطعة ، نعمل من اجلها اليوم و في المناسبات و نتوقف عنها حينما نعود الى ايامنا العادية ، فقيمة التسامح و ضروراتها العملية و الوجودية لا تحتمل الا ان تحظى بقيمة المركز في كل سياسة او وجهة تطلقها الدول و مؤسساتها لا سيما في مجتمعاتنا العربية الاسلامية ، فلا مجتمع حديث ممكن دون تسامح و لا تعددا يتحول الى غنى و تفاعل خلاق دون تسامح . لا غلبة لنا لى الكراهية و التطرف دون تسامح ، لا قطيعة مع العنصرية و لا تمكينا ممكنا للمرأة دون تسامح ، التسامح قيمة و شرطا لسلامة حياتنا ، ليس في علاقتنا بالاخر فقط بل قبل ذلك و على نحو تأسيسي في علاقتنا مع ذواتنا فالذات لا تتعرف و لا تتحدد الا عبر الاخر ، انها دونه مشوهة سائبة ، غير معينة . لذا فقيمة الاعتراف بالاخر/ التسامح وجودية و بنيوية في حياتنا ، يضمنان سلامة الذات و قدرتها على اتباع مسار ناضج و خلاق و تفاعلي تواصلي هو الانجع في تجربة الحياة ، لذلك كل بوصلة لا تشير الى التسامح و الاعتراف بالاخر مشبوهة بتطرف و اقصاء و كراهية ، بعنصرية و ارهاب ، علينا تحطيمها و مناهضتها بكل الوسائل الممأسسة بالضرورة اولا و بكل متاح اخر ثانيا وبالتاكيد .
هيئة تحرير مجلة تسامح الالكترونية
