افتتاحية العدد السابع … في ضرورة نبذ ومحاصرة التعصب .
ليس هناك ثمة موقف اكثر خطورة على حياة الناس و المجتمعات من ذلك الذي يتحدد بالتعصب ، فالتعصب يستند الى ارضية نفسية و فكرية ترى ان صاحبها يمتلك الحق و الحقيقة وحده ، وليس الاخر الا من يقف في الطرف المتناقض ، المتعصب و على هذا الاساس النفسي و الفكري عادة ما يقوم بممارسات و يتخذ مواقف متزمتة ينطوي عليها احتقار الآخر وعدم الاعتراف بحقوقه وإنسانيته ،الخطورة في الموضوع ان التعصب لا ينحبس في الكينونة الذاتية للفرد او يتجسد في سلوكه هو وجده و انما هو يحتمل ان يكون موقف عابر للكينونة صوب الكيانات ، فقد يشمل جماعة وطنية أو دينية أو ثقافية او سياسية أو نوع اجتماعي بعينه ( الموقف الذكوري جصرا ) ، و هو بهذا المعنى ، خطر داهم و شامل ينبغي الوقوف ضده ، محاصرته و مواجهته في كل مكان و زمان .
ولعل المواجهة الاجدى للتعصب في تجسيداته الدينية و الوطنية و السياسية و الجندرية انما تكتسب جدواها في بناء موقف مضاد على المستوى الفكري و القيمي وصولا الى تحويله الى الية نفسية و موقف اوتوماتيكي ، هذا الموقف المضاد بكل حسم و التأكيد هو الذي ينهض على التسامح ، فالتسامح قيمة و ارضية تأسيسية تمنح لانماط التفاعل الانساني ابعادا تتخلق معها القدرة على الحياة المشتركة ، السلم الاجتماعي ، الفعالية و الايجابية الشاملة في قصة وجودنا جميعا .
فلنقف معا ضد التعصب الذي يقول بالاحقية و الخصوصية الاقصائية عبر الانتماء الى دولة او اثنية او دين او موقف سياسي او نوع اجتماعي ، و لندافع عن عالم متسامح ، تسوده قيم الاعتراف بالاخر ، و حق الاختلاف ، التضامن في وجه التحديات المشتركة التي تواجه الجنس البشري و هي عديدة و هائلة الحجم و مريعة الى درجة كافية .
هيئة تحرير مجلة تسامح الالكترونية